الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠٠٨

وجهة نظر حول ما يحدث في وزارة التربية


وجهة نظر حول ما يحدث في وزارة التربية

قرأت بتاريخ 11 فيفري 2008 على موقع تونيس نيوز رسالة السيد كمال/ص يرد فيها على " بعض الأقلام المتسرعة"على حد قوله... و قد اعتبر السيد كمال/ص- و هو الموظف بوزارة التربية و المطلع على كل ما يحدث بهذه الوزارة- أن كلام السيدين العروسي الهاني و حاتم الونيسي عن انتهاكات الوزارة لحقوق أبناء الشعب حاملي الشهادات العليا و تلاعبها بالقوانين و عدم التزامها بمبدأ تكافؤ فرص التشغيل... ليس له أي دليل و هو من قبيل توجيه التهم الجزاف و الثلب و التجريح لشخص السيد الوزير.و أكد الموظف كمال/ص أن السد العروسي الهاني مخطئ في مبادرته بفضح الطرق الملتوية و المشبوهة التي تعتمد في عملية انتداب الأساتذة لأنه- و حسب رأيه – لا يملك " معرفة بالواقع و الوقائع..." خلاصة القول، تفنن السيد كمال /ص في الرد على السيدين العروسي الهاني و حاتم الونيسي، و اجتهد في " كشف الحقائق" بالحجة و البرهان مؤكدا أن كلامه ليس دفاعا عن الوزير بل " إحقاقا للحق" و مرددا أكثر من مرة انه مطلع على كل التجاوزات و كل عمليات الانتداب المشبوهة بالوزارة و أن السيد القربي لا يتحمل أية مسؤولية في ذلك... ولكن يبدو أن تحمس السيد كمال /ص و حرصه على رفع التهم الموجهة للسيد الصادق القربي بأي شكل من الأشكال حتى لو أدى به الأمر إلى القسم عن غير حق قد اثبت بما لا يدع مجال للشك أن قلمه هو المتسرع و ليس قلما السيدين الهاني و الونيسي، فقد كان على السيد كمال/ص أن يتريث قبل الكتابة و أن يفكر في حجج و أدلة أكثر إقناع و أكثر مصداقية و منطقية يدعم بها "مرافعته" نيابة عن الوزير.انك تعلم أيها الموظف بوزارة التربية أن العروسي الهاني ينتمي إلى حزب الدستور و هو لا يخفي ذلك كما ذكرت و كذلك الشأن بالنسبة للأستاذ حاتم الونيسي و إذن ليس لهما أية نوايا مبيتة أو خلفيات سياسية معادية للوزير و لا تربطهما به أية علاقة شخصية و ما حديثيهما عما يحصل في وزارة التربية من تجاوزات للخطوط الحمراء و استهتار و سوء تصرف و خدمة للأغراض الشخصية... و فساد إلا حرصا منهما على قول كلمة الحق.أما قولك بأن الحديث عن تجاوزات الوزير ليس نقدا بل هو شتم و ثلب و تجريح لأنه ليس قائما على "معرفة بالواقع و الوقائع" فاني استغربه لأن كل ما ذكره الرجلين هو من صميم الواقع و من وحي الوقائع التي يعرفها القاصي و الداني، فمن من عائلات تونس لها ابن يحمل شهادة عليا و معطل عن العمل طيلة سنوات، يائس من النجاح في "الكاباس" أو الالتحاق بالتدريس بصفة أستاذ معاون صنف أ نظرا للأسباب التي ذكرتها بدورك، فالسيد العروسي الهاني ضاق صدره بما يعانيه أبناء" الحجارة" على غرار اغلب أبناء شعبنا إلا القلة القليلة منهم القادرة على الحصول على شغل بالطرق الملتوية...إن ما قاله العروسي الهاني و حاتم الونيسي ليس ثلبا أو شتما أو حتى انتقادا بل هو عين النقد و له في معاناة الشباب التونسي المعطل من حاملي الشهادات العليا ما يدعمه و يبرره. و أما قولك أن السيد الصادق القربي بريء من تهمة الفساد بل وقع توريطه و إرغامه على السكوت من قبل ثلاثة أشخاص أشرت إليهم بالاسم تقريبا فاني أسالك سيدي هل الأمر بهذه البساطة!!؟ كيف يمكنهم توريط الوزير و هم موظفين تحت إشرافه!!؟ لماذا لم يحاسبهم على تجاوزاتهم منذ البداية و لم يتخذ اية قرارات أو إجراءات تمنع مثل هذه السلوكيات داخل وزارته!!؟ هل الوزير- و هو صاحب السلطة العليا بالوزارة- مسلوب الإرادة لهذا الحد، غير قادر على إلزام موظفيه بتطبيق القانون و محاسبة المخطئ منهم لحد أن وصل الأمر إلى تكوين شبكة للرشوة كما ذكرت بنفسك!!؟ قلت أيضا- بل أقسمت- بأن الوزير لا علم له بقضية الأساتذة المطرودين و أنها خطة أو سيناريو محبك لمزيد توريطه، هنا أستسمحك لأقول أنك تجانب الحقيقة لان الوزير الذي وصل بك الأمر إلى حد القسم عن غير حق من اجل الدفاع عنه له علم و كل العلم بقضية الأساتذة المطرودين و له علم أيضا بخوضهم لإضراب عن الطعام لمدة 35 يوم كاملة دون أن يحرك ساكنا أو يرجع الحق لأصحابه. أعلمك أن كلامي هذا بالحجة و البرهان حتى لا تلحق بي تهما مثل تلك التي ألحقتها بالسيدين الهاني و الونيسي... فخلال مداولات مجلس النواب الخاصة بوزارة التربية و التكوين أشار 3 نواب تقريا للوزير عن مشكلة الأساتذة المطرودين و الذين كانوا وقتها قد دخلوا في الإضراب عن الطعام بمقر اتحاد الشغل و كان رد الوزير: " لماذا الاهتمام بهؤلاء الثلاثة بالذات أننا نقوم كل سنة بعدم تجديد انتداب العشرات من الأساتذة المعاونين؟" ...و إن أردت التأكد من صحة كلامي عد مثلا لتغطية جريدة الشروق للمداولات المخصصة لميزانية الوزارة. الوزير أيها السيد كمال/ص قد تحدث عن الأساتذة المطرودين و أشار إليهم بالاسم في اجتماع حزبي بلجنة التنسيق بسليانة يوم الخميس 14 فيفري 2008... هذه بعض الأدلة التي تؤكد أن السيد القربي و كما ذكر السيد الونيسي و الهاني قد ضرب عرض الحائط توصيات رئيس الدولة في الإنصات للشباب و تكافؤ فرص التشغيل... و لنفترض جدلا أن الوزير لم يعلم بالمظلمة التي تعرض لها هؤلاء الأساتذة، أفلم يعلم بالإضراب الوطني عن التدريس يومي 16 و 17 جانفي 2008 و الذي أقرته النقابة العامة للتعليم للثانوي في إطار دفاعها عن المطرودين و ما سبق ذلك من رفع للشارة الحمراء و إيقاف التدريس لمدة 20 دقيقة لأكثر من يوم!!؟و إن علم ألم يسأل عن أسباب هذا الإضراب!!؟ إن كان الأمر كذلك فالوزير إذن سيدي يجب إقالته كما قال السيد الونيسي نظرا لعدم كفاءته، فما معنى أن لا يعلم وزير بمشاكل وزارته و لا يسعى لحلها!!؟ و ما معنى أن يورط مجموعة موظفين وزيرهم و يقومون بتجاوزات خطيرة تسيء له شخصيا و لوزارة تشرف على قطاع استراتيجي و حساس بالبلاد!!؟ عموما سواء كان للسيد الصادق القربي يد فيما يحصل من عمليات الرشوة و المحسوبية أم لا فانه يتحمل المسؤولية و يجب أن يحاسب و يغادر بعد أن ثبت فشله الذريع في الإدارة، و على كل الشرفاء بالداخل و الخارج و كل الغيورين على مصلحة البلاد ألا يتوانوا لحظة في كشف الحقائق و محاولة إنقاذ قطاع التعليم و كل القطاعات المهددة نتيجة سوء الإدارة أو العمل لحساب المصلحة الشخصية.السيد كمال/ص إن كنت فعلا تعرف الحقائق و مطلع على أدق التفاصيل التي صاحبت عمليات الانتدابات المشبوهة كما قلت، و إن كنت فعلا تكره الانتقاد و تحب النقد و إحقاق الحق فعليك أن تتفاعل مع السيدين العروسي الهاني و حاتم الونيسي في حرصهما على تحميل المسؤوليات لأصحابها و فضح الذين يتلاعبون بمصالح الناس... قلت أن الوزير برئ و الثلاثي:" الق...و الس...و الد..." هو المسؤول فلنساهم جميعا في دفع المسئولين إلى فتح تحقيق جدي و شفاف من اجل تقديم المذنبين للعدالة ورفع الضيم عن ألاف المعطلين عن العمل غير القادرين على دفع الرشوة للثلاثي الذي ذكرت أو غيره.
أستاذة معطلة عن العمل منذ 6 سنوات

ليست هناك تعليقات: