الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠٠٨

حوار مع …السيد محمد المومني "متحدث بإسم الأساتذة المطرودين"

- مرحبا بك ضيفا في موقع الحزب الد ديمقراطي التقدمي.

اهلا وشكراعلى الاستضافة

- ماهي الأسباب الحقيقة التي دفعت وزارة التربية على إتخاذ قرار رفتكم من العمل ؟

- في الحقيقة ما دفع وزارة التربية و التكوين إلى طردنا من العمل هو ما لا تستطيع الوزارة و لا أبواق دعايتها من صحفيين مأجورين قوله و هو انخراطنا في العمل النقابي لذلك لم تتأخر النقابة العامة و لا المركزية النقابية في تبني قضيتنا و اعتبارها أولوية مطلقة أما الوزارة فلم تجد أي مبرر يقنع الأساتذة الذين رفعوا الشارة الحمراء و اضربوا إلا قولا باهتا و خارجا دائرة العقل و المنطق و هي حكاية العقود التي انتهت و كان وزارة التربية أنشئت معنا عقدا محددا بمدة زمانية وهذا كذب جاء على لسان احد الصحفيين المتزلفين للوزير السابق في جريدة همها الأوحد توزيع التهم حول الاستقراء بالأجنبي و التسييس ما شابه. و نسوا ان القطاع فيه أكثر من 5000 أستاذ معاون صنف أ. أريد أن اسأل ذلك النبيه الذي يتحدث عن انتهاء العقود لماذا لم تنتهي عقود جميع هؤلاء الم تتبجح أنت و وزيرك بان التونسيين سواسية أمام القانون. أم أننا لا ننتمي إلى المناطق المحظوظة وذات الأولوية في التشغيل.

- بعد مرور سنة كاملة عل عزلكم من العمل كأساتذة تابعين لوزارة التربية . أين وصلت قضيتكم .

- بعد مرور عام على طردنا من العمل نحن نشعر بالمرارة و كان تاريخ طردنا هو البارحة لا يمكن أن يتخيل المرء حجم المعاناة النفسية أولا و المادية ثانيا جراء الطرد من العمل و هو ما جعلنا نجازف بحياتنا دفاعا عن العودة إلى العمل. كما تعرف النقابة العامة و المركزية النقابية متبنية لملفنا من الناحية المادية و النضالية و على الرغم من بعض التعثر في تسديد جرايتنا فاني أري أن النقابة العامة و المكتب التنفيذي سيبذلها جهدا اكبر من اجل إعادتنا إلى العمل و هو مطلبنا الأساسي. كما نأمل أن يكون الوزير الجديد السيد حاتم بن سالم محاورا جيدا و يفتح تحقيقا في مؤامرة طردنا من العمل لأنه ساعتها سيتبين أننا تعرضنا لمظلمة.

- هل توجد مؤشرا إيجابية في الأفق تدل على قرب وجود حل لقضيتكم ؟

نرجو ذلك. ما نحن متأكدون منه أن ملفنا يحرج كل الأطراف و أحسن حل يتماشى مع ما ترفعه السلطة من شعارات حول العدالة و المساواة بين الناس هو إغلاق ملفنا نهائيا بإعادتنا إلى مواقع عملنا الأصلية.

- هل توافق من إتهم المركزية النقابية بعدم التزامها بوعودها حول تبنيها لقضيتكم ؟

انا لست من الذين يلقون التهم جزافا في الحقيقة من غير المعقول ان نتهم طرفا لم يحقق مكسب قطاعي بأنه متخاذل. أنت تعرف الحالة العامة التي يمر بها العمل النقابي في البلاد، و هناك أطرافا مصلحتها أن لا يحقق الاتحاد أي مكسب بما في ذلك عودتنا إلى العمل لذلك تبدي تعنتها و تصلبها و هذا حال الوزير السابق الذي يرفض دائما فتح الحوار مع الطرف النقابي مدعيا ان ملفنا هو ملف سياسي و يتجاوزه. بالنسبة للمركزية النقابية كذلك اتصلت به عديد المرات غير انه لا يستجيب لمجر طلب معرفة سبب الطرد إلى حد أن الأخ الأمين العام قد أرسل برقية للوزير الأول يطالب بمحاور بديل عن السيد الصادق القربي -لان الحوار معه كحوار الطرشان لا يؤدي إلى نتيجة-الرسالة أظن أن جريدة الموقف قد نشرت خبرا حولها. من ناحية أخرى المركزية النقابية ملتزمة بوعودها المادية إلى الآن و رغم كل ذلك نحن ندعوها أن تحاور السلطة خاصة بعد التغيير الوزاري من اجل عودتنا لان هذا هو مطلبنا الأساسي.

- هل يوجد تنسيق بينكم و بين النقابة العامة التعليم الثانوي لدراسة خوض تحركان احتجاجية تطالب مرة أخرى بإرجاعكم للعمل.

التنسيق مع النقابة العامة لم يتوقف يوما واحدا حتى في العطلة الصيفية و الإخوة أعضاء النقابة العمة للتعليم الثانوي لم يكفوا عن طرح ملفنا في كل الجلسات مع الوزارة حتى تلك التي تخص ملفات أخرى كالقانون الأساسي و حتى في أول جلسة مع الوزير الجديد طرح الملف. و بخصوص الاستعداد للنضال المباشر أقول لكل شيء أوانه سنعطي الفرصة لكل الأطراف كي يطرح ملفنا مع الوزير الجديد و بودنا أن ينهى الملف دون العودة للطرق النضالية المباشرة و لكن إن استعصى الأمر نحن لن نتأخر يوما واحدا في الدفاع عن حقنا و مستقبلنا و الأكيد سيكون ذلك بالتنسيق مع الإخوة أعضاء النقابة العامة و المركزية النقابية.

- اسمح لي أستاذ بأن أقول أن قضيتكم إنتهت إعلاميا بإنهاء إضرابكم عن الطعام الذي دام أكثر من شهر . بماذا تفسر ذلك ؟

إن الإضراب عن الطعام لن يستمر إلى ما لا نهاية له و خلالها قد تحولت قضيتنا إلى قضية رأي عام و لعل أهم مكسب حققه الإضراب هو انهاء العمل بصيغة أستاذ معاون صنف ا تلك الصيغة التي فتحت الباب أمام ضعيفي الأنفس للارتشاء و هذا المكسب هو ما يجعل قضيتنا حية باستمرار و من الجدير التأكيد أن القضية الآن لم تعد خاصة بثلاث أساتذة طردوا من العمل بل هي الآن أعمق بكثير إنها تطرح مصداقية خيارات و شعارات تطلقها الحكومة حول الشفافية و المصداقية و عدم حل قضية يجعل تلك الشعارات خاوية لا حياة فيها ، اسمح لي أن أقول لك إن ملفنا اليوم محرج لوزارة التربية أكثر منه أيام الإضراب عن الطعام فأكثر من 50 ألف أستاذ يسالون عن مصير ملفنا و هو ما يجعلهم يتأهبون للدفاع عنا في أية لحظة نشعر فيها ان الوزارة الجديدة ستستعمل هي الأخرى أسلوب التسويف و المماطلة.

- اتهمتك السلطة بتسييس قضيتكم و خدمة طرف سياسي لم تكشف عنه . ماهو تعليقك على هذه الاتهامات ؟

و الله هذا الكلام قرأته في احد الصحف الصفراء لشخص لا علاقة له بالعمل الصحفي بل هو دخيل و أظن انه لم ينجح حتى في الكابس لذلك وضع نفسه موضع الدفاع عن الوزير السابق و راح يبرر طردنا بمبررات تافهة لا تليق بصحافة تحترم نفسها. و تهمة التسييس هي مجرد فزاعة لإخافة البعض كي لا يلتفوا حول قضيتنا و لكن الحمد لله اعتبر ان احتجاجنا قد لاقى زخما إعلاميا لم يشهده أي تحرك آخر. صدقني أخي معز عندما قررنا الإضراب بمعية النقابة العامة و إلى الآن لم يكن هدفنا غير العودة الى العمل و هو ما سندافع عنه كلفنا ذلك ما كلفنا.

- كلمة حرة إلى :

+ وزير التربية و التكوين.

نرجو ان توفقوا في مهامكم و تنظروا في إنصافنا في اقرب وقت لان كل تأخير في إقرار العدالة من شانه أن يشعرنا و عموم الشباب بلا جدوى الحوار و الشعارات الرنانة حول العدالة و الشفافية.

+ أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل.

نشكر تبني الاتحاد العام التونسي للشغل لقضيتنا و دفاعه عنا و نطلب من الأخ الأمين العام شخصيا أن يتدخل لدي وزير التربية او الحكومة من اجل حل عادل لقضيتنا.

+ جريدة "الموقف" .

شكرا لجريدة الموقف التي ساندتنا إعلاميا أيام الإضراب عن الطعام و ساهمت في التعريف بقضيتنا.

-شكرا على هذا الحوار بالموقع الإلكتروني للحزب الديمقراطي التقدمي

حاوره معز الجماعي

الاثنين، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٨

نداء إلى الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com :

نداء إلى الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل

مع مفتتح هذه السنة الدراسية2008-2009 ورغبة منه في تنقية المناخ الاجتماعي داخل المؤسسات التربوية في مستوياتها الثلاث, يتوجه المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بنداء إلى الأخ الأمين العام لاتحاد الشغل لحل الإشكالات العالقة لدى نقابات هذه القطاعات ونذكر منها بالخصوص :

- مشكلة إحالة بعض نقابيي التعليم العالي على مجالس التأديب وهم الإخوة نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي مع إصرار وزارة الإشراف على التنكيل بهؤلاء النقابيين من خلال عقوبات تتراوح بين النقل التأديبية وحجز من المرتب . إن تنفيذ هذه العقوبات من شانه أن يؤدي إلى توتير الأجواء بين نقابيي التعليم العالي ووزارة الإشراف ولهذا يدعو المرصد الأخ الأمين العام إلى التدخل بصفة عاجلة لدى وزارة الإشراف لتسوية هذا الملف وإيقاف كل العقوبات تجاه هؤلاء النقابيين وذلك رفعا لكل احتقان داخل هذا القطاع .

- مشكلة أساتذة التعليم الثانوي المطرودين على خلفية نشاطهم النقابي وهي المشكلة التي وصلت في السنة الفارطة إلى حد إضراب جوع خاضه الأساتذة الثلاث محمد مومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي وكذلك إلى إضراب قطاعي بيومين انخرط فيه اغلب الأساتذة ولهذا ندعو الأخ الأمين العام إلى التدخل لدى وزارة الإشراف لحل هذه المشكلة وهو ما يمكن أن يوفر جوا من الانسجام والأريحية بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة الإشراف .

- مشكلة موقوفي أحداث الحوض المنجمي حيث تبقى هذه المشكلة ذات حساسية كبيرة لقطاع التعليم الأساسي والثانوي باعتبار أن بعض الموقوفين هم نقابيون ينتمون لقطاع التعليم وفي مقدمتهم الأخ عدنان الحاجي والأخت زكية الضيفاوي . إن المرصد يطلب بإلحاح من الأخ الأمين العام التدخل لدى السلط العليا في البلاد لإطلاق سراح هؤلاء الموقوفين خاصة وان حل هذه المشكلة من شانه أن يشيع جوا من الانفراج في الحوض المنجمي وبين نقابيي التعليم الأساسي والثانوي , و المرصد يعول على الأخ الأمين العام لتسوية هذه الإشكالات لما في ذلك من مصلحة للبلاد وللنقابيين .

المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشرع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين التالية : http://nakabi.maktoobblog.com

http://nakabi.blogspot.com

عن المرصد

: المنسق محمدالعيادي

الأحد، ١٤ سبتمبر ٢٠٠٨

هل من بوادر انفراج لحل قضية الأساتذة المطرودين عمدا ؟



بقلم :النفطي حولة

مرت سنة كاملة على الطرد التعسفي للأساتذة محمد المومني و علي الجلولي ومعز الزغلامي ومازالت القضية تراوح مكانها. فهل من مؤشر جديد يبشر زملائنا بحلحلة ملفهم وإعادة النظر فيه؟ خاصة على ضوء التغيير الذي حصل في وزارة التربية والتكوين بعد ما وقع تعيين الوزير الجديد .وللتذكير فان قضية زملائنا المطرودين عمدا ليست سوى قضية الحق في الشغل الذي يعاني منه الألآف من شبابنا المتحصلين على الشهائد العليا وغيرهم .

وهي ذات القضية التي دفعت بأهالي بلدات الحوض المنجمي للتحرك في سبيل ضمان لقمة العيش الكريم التي أصبحت الشغل الشاغل للعديد من أبناء تونس .

وهي القضية التي حركت أهالي ماجل بن عباس وفريانة من ولاية القصرين . وهي القضية التي سقط ضحيتها الشهيدين حفناوي المغزاوي وهشام العلايمي . وهي القضية التي حوكم من اجلها العديد من أبناء الحوض المنجمي . وهي القضية التي اعتقل من اجلها عشرات الشبان من قفصة والقصرين . وهي القضية التي تظل مرفوعة في السنوات القادمة ما لم تجد طريقها إلى الحل وتجد الأذان الصاغية . إنها قضية الشباب بامتياز وخاصة أصحاب الشهائد الذين يبحثون عن الشغل وتصد في وجوههم الأبواب.

فهي القضية التي تدفع بأبنائنا إلى الهجرة السرية فيتعرضون لمصاصي الدماء من المتاجرين بالأرواح البشرية فيلقون حتفهم في البحر غرقا أو في أحسن الحالات يجدون أنفسهم عرضة للإيقافات التعسفية في محتشدات الغرب العنصرية ومن يصل منهم إلى ضفة المتوسط يعيش على وقع المطاردات الأمنية ويمارس عليه أبشع أنواع الاستغلال الفاحش لليد العاملة و ربما يجد نفسه بين عصابات المافيا الدولية التي تفعل به ما تشاء بهدف الربح ولا شيء غير الربح . إن قضية الحق في الشغل وفي الحياة الكريمة هو من ابسط الحقوق في دولة القانون والمؤسسات اللذان يحتم عليها توفيرهما لكل مواطن .

فما هو ذنب زملائنا المطرودين عمدا حتى يحرمون من حقهم في الشغل ؟

فهل نحاسبهم على النوايا الوطنية الصادقة التي دفعت بهم بكل تلقائية النقابي الغيور للدفاع على المطالب المادية والمعنوية للأساتذة ؟

فهل نحاسبهم على دخولهم في الإضراب الذي تقرر ليوم 11افريل 2006 وكأنهم قاموا بجريمة نكراء علما وان حق الإضراب مكفول دستوريا ؟

ولنفترض أنهم اخطئوا مرة أولى هل نحاسبهم بقطع الأرزاق ؟ ولنفترض أنهم اخطئوا ثانية ألا يتسع صدر تونس التي ضحي في سبيل مناعتها وحريتها الشهداء الأبرار للصفح والتسامح ؟

ولنفترض أنهم اخطئوا ثالثا ألا يمكن أن تكون سلطة الأشراف اكبر من الضغائن والأحقاد وتسعى إلى تجاوز المشكل وحله خاصة وهو يتعلق بمصير ومستقبل شبابنا الذي بذلت في سبيله المجموعة الوطنية الجهد الكبير ليتعلم وينجح ؟

ألا يمكن أن تستفيد من علمهم وخبراتهم الأجيال اللاحقة ؟

إن الفرصة لا تزال تسمح بطي صفحة الماضي . فلنؤمن إيمانا راسخا بالتجاوز وإمكانية الإصلاح لأننا دعاة خير لبلادنا وأبنائنا . فأحسن ما نهديه لأبناء تونسنا العزيزة هو الشعور بالأمن والاستقرار الاجتماعي والذي يتجسد بالنية الصادقة في خلق بوادر الانفراج والسعي قدما بالأفعال من

اجل تنقية الأجواء.

الجمعة، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٨

بيان إلى الرأي العام



2008 تونس في 11/9/

نحن الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية، نتوجه إلى الرأي العام القطاعي و الوطني بالبيان التالي:

يمر اليوم عام على المظلمة التي سلطت علينا، ففي مثل هذا اليوم من العام المنقضي، أصدر وزير التربية السابق قرار بإعفائنا من العمل كأساتذة رغم تميز ادئنا البيداغوجي و الإداري و لم يقدم الوزير السابق أي مبرر يجعل مصالح وزارته تقدم على مثل تلك المظلمة.

و منذ اليوم الأول لتوصلنا ببرقيات الطرد توجهنا إلي وزارة التربية و التكوين في محاولة لمعرفة الأسباب غير أننا لم نتلق أي رد بل نقابل في كل مرة بالتسويف و المماطلة و الاعتداد بالعنف أحيانا كثيرة. و لكن كل ذلك لم يثنينا عن مواصلة مطالبتنا بعودتنا إلى عملنا، وقد كنا على يقين أن السبب الحقيقي الذي لم تستطع الوزارة أو أبواق دعايتها التصريح به هو انخراطنا في العمل النقابي على الرغم من حداثة عهدنا بالتدريس، و هو ما جعل النقابة العامة للتعليم الثانوي تتبنى قضيتنا و تسعى إلى فتح باب التفاوض مع سلطة الإشراف. و عوض أن يفتح الوزير السابق تحقيقا في المظلمة مضى مستغربا من تبني نقابة الثانوي و المركزية النقابية لقضية ثلاث أساتذة.

و أمام تعنت الوزارة و رفض الاستجابة لمطلب عودتنا قررنا بمعية النقابة العامة للتعليم الثانوي خوض إضراب عن الطعام دام 39 يوم و قد لاقى احاطة و رعاية و تبني مطلق من كافة هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، و قد اثبت قطاعنا في هذه المحطة النضالية قدرة على التعبئة و التجند لا مثيل لها بحيث تحول مطلب عودتنا إلى مطلب قطاعي مجمع عليه ، وبمجرد تعليق الاضطراب عن الطعام واصلت النقابة العامة تاطير الاحتجاجات و دعت الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي لاضطراب بيومين كان ناجحا بكل المقاييس.

ولكن على الرغم من كل ذلك لا تزال المظلمة متواصلة، لذلك يهمنا أن نتوجه في مفتتح هذه السنة مرة ثانية للوزير الجديد أن يفتح تحقيقا جديا حول ملابسة طردنا من العمل و أن يغلق هذا الملف نهائيا بعد إعادتنا إلى أماكن عملنا الأصلية.

إن المماطلة في التراجع عن قرار طردنا الجائر لا مبرر له و من شأنه أن يرسخ لدى عموم الناس قناعة أن نهج التفاوض عاجز عن استعادة الحق الأمر الذي قد يضطرنا مرة أخرى إلى تفعيل الخيار النضالي المباشر دفاعا عن كياننا و مستقبلنا.

لذلك نهيب بكل زملائنا و زميلاتنا و نقابتنا العامة و المركزية النقابية أن يواصلوا إسنادهم لقضيتنا العادلة ونحن طلاب حق و ما ضاع حق ورائه طالب.

- عاشت نضالات الأساتذة المطرودين عمدا

- عاشت نضالات التعليم الثانوي

الأساتذة المطرودين عمدا:

- محمد مومني أستاذ فلسفة

- على الجلولي أستاذ فلسفة

- معز الزغلامي أستاذ إنجليزية

لمراجعة ملف طردنا و يوميات إضراب الجوع ال 39 يرجى الدخول إلى مدوناتنا:

-1- مدونتنا الأصلية المحجوبة في تونس و نطالب بإطلاق سراحها من اجل الحقيقة

http://moumni.maktoobblog.com/

- 2- مدوناتنا البديل

http://3profexclu.blogspot.com/

http://moumni2.maktoobblog.com/

-3- مدونتنا باللغة الإنجليزية و قريبا بلغات أخرى

http://professors-expelled.blogspot.com/

الأربعاء، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٨

رسالة إلى الإخوة أعضاء لقاء الجهات

2008 تونس في 9/9/

الأخوة ممثلي الجهات:

تحية نقابية و بعد:

نتوجه إليكم في مفتتح السنة الدراسية و بعد عام بالضبط من صدور الإجراء التعسفي ضدنا و المتمثل في طردنا من العمل رغم كفاءتنا البيداغوجية و الإدارية، و كانت قناعتكم مشتركة معنا في أن قرار العزل قد تم على قاعدة التزامنا النقابي و انخراطنا الواعي في نضالات قطاعنا.

نتوجه إليكم لنطلعكم انه لم يحدث أي تطور في ملفنا رغم النضال الدؤوب الذي خضناه و إياكم، و يمثل الإضراب عن الطعام الذي دام 39 يوما ذروته، ذلك الحدث الذي اتحدت فيه إرادة القطاع اتحادا رائعا رسمنا من خلاله صورة أخرى مشرقة و مضيئة في تاريخ قطاعنا المناضل و الحركة النقابية عموما، تلك الملحمة التي تمت بإشراف نقابتنا العامة و مشاركة كل الأطر القاعدية المناضلة فضلا عن الإسناد الذي عبرت عنه اطر نقابية من خارج التعليم و كذلك الحركة الديمقراطية و المجتمع المدني.

إننا إذ نستحضر هذا فبغرض لفت انتباهكم إننا لاحضنا فتورا في التعاطي مع ملفنا مركزيا و جهويا و هذا من شانه أن يضعف ما تراكم من التفاف و مكاسب نرى اليوم لزاما إعلائه من اجل حل عادل و منصف يمكننا من استعادة حقنا المسلوب و يعيد الاعتبار للعمل النقابي و الهيبة لقطاعنا الصامد.
إن التمسك بمطلب إعادتنا إلى عملنا كجزء من مطالب القطاع و الالتزام بقرارات الهيئة الإدارية القطاعية الأخيرة - بما في ذلك الالتزامات المالية تجاهنا و التي انقطع جانبها القطاعي منذ شهر ماي و بالكامل منذ جوان عن زميلنا على الجلولي – من شانه أن يشعرنا أن القطاع لم يتخل عنا بل يضعنا من بين الاولويات.

إن ثقتنا في مناضلي قطاعنا و أطرنا النقابية هو ما يجعلنا ندعوهم جميعا إلى مواصلة إسنادنا في نضالنا الذي نتأهب لاستئنافه.
- عاشت نضالات الأساتذة المطرودين عمدا
- عاشت نضالات التعليم الثانوي

الأساتذة المطرودين عمدا:
- محمد مومني أستاذ فلسفة
- على الجلولي أستاذ فلسفة
- معز الزغلامي أستاذ إنجليزية
لمراجعة ملف طردنا و يوميات إضراب الجوع ال 39 يرجى الدخول إلى مدوناتنا:
-1- مدونتنا الأصلية المحجوبة في تونس و نطالب بإطلاق سراحها من اجل الحقيقة
http://moumni.maktoobblog.com/
- 2- مدوناتنا البديل
http://3profexclu.blogspot.com/
http://moumni2.maktoobblog.com/
-3- مدونتنا باللغة الإنجليزية و قريبا بلغات اخرى
http://professors-expelled.blogspot.com/

السبت، ٦ سبتمبر ٢٠٠٨

رسالة مفتوحة الى وزير التربية الجديد

بسم الله الرحمان الرحيم


2008 تونس في 6/8/
رسالة إلى السيد وزير التربية و التكوين
السيد الوزير تحية طيبة و بعد:

نحن الممضون أسفله : أساتذة معاونون صنف –أ- انتدبنا للعمل بهذه الصفة في بداية السنة الدراسية 2006\2007
و قد أثبتت تقارير التفقد كفاءتنا و جدارتنا بتعزيز صفوف المربين، لكن ما راعنا و على خلاف انتظارنا وقع التخلي عنا أياما قليلة قبل ابتداء السنة الدراسية الفارطة، و رغم اتصالنا بمصالح وزارتكم لم نتصل باي رد يفسر ما تعرضنا إليه من ظلم رغم تدخل المركزية النقابية و الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل شخصيا، الأمر الذي اضطرنا للمخاطرة بحياتنا من خلال إضراب عن الطعام دام 39 يوما في مقر نقابتنا.
سيدي الوزير:
إننا إذ نتصل بكم عبر هذه الرسالة المفتوحة فبغرض توضيح ملفنا و لنطلب منكم إنصافنا بإعادتنا إلى سالف عملنا في مفتتح هذه السنة خاصة انه لا يوجد أي مسوغ بيداغوجي أو إداري لطردنا. و إن إجراءا مثل هذا من شانه أن يشعرنا بالأنصاف و يعيد لنا حقنا المسلوب.
و في انتظار ذلك تقبلوا سيدي الوزير فائق الاحترام.

الاساتذة المطرودين عمدا:
- محمد مومني استاذ فلسفة
- على الجلولي استاذ فلسفة
- معز الزغلامي استاذ انجليزية


الأربعاء، ١٤ مايو ٢٠٠٨

عريضة مساندة للأساتذة المطرودين عمدا

نحن الموقعون أدناه و بعد متابعتنا لملف الأساتذة المطرودين عمدا: محمد مومني، على الجلولي و معز الزغلامي منذ إعلان وزارة التربية والتكوين طردهم دون موجب قانوني في 11/9/2007 و ما حف بملفهم بداية من المطالبة بتسويته ورفض الوزارة حتى مجرد شرح أسباب التخلي عنهم ثم دخولهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على اللامبالاة دام 39 يوما بتبني مطلق من النقابة العامة للتعليم الثانوي و المركزية النقابية يهمنا أن نعلن الأتي:

1- نحيي الأساتذة الثلاثة لما أبدوه من نضج كبير و التزامهم بقرارات نقابتهم العامة قبل الدخول في الإضراب و بعده.

2- تنديدنا بوزارة التربية و التكوين التي تتجاهل ملف الأساتذة و قطاع التعليم و استمرارها في الانتداب بالطرق المشبوهة للمئات خلال هذه السنة الدارسية.

3- ندعو سلطة الإشراف إلى فتح حوار جدي ومسؤول من شـأنه فض كل الإشكالات العالقة مع وزارة التربية.

4- ندعو نقابة الثانوي الى مزيد تفعيل المساندة و التحضير لجدول تحركات من شانها إعادة الأساتذة الثلاثة إلى سالف عملهم.

5- ندعو الأخ الأمين العام للاتحاد أن يضع قضية المطرودين في كل القطاعات على رأس المفاوضات مع الحكومة.

هذا و نعبر عن استعدادنا اللامشروط للدفاع عن الأساتذة المطرودين عمدا ماديا و معنويا بكل الأشكال.

ملاحظة: ترسل الإمضاءات إلى العنوان الالكتروني

moussanada@gmail.com

و يمكن الإطلاع على المظلمة المسلطة على الأساتذة من الخلال الروابط التالية:

http://professors-expelled.blogspot.com/

http://moumni2.maktoobblog.com/

و لأن الأساتذة على حق فقد وقع حجب هده المدونة في تونس لاحتوائها على الوثائق التي تثبت جدارتهم في التدريس.

http://moumni.maktoobblog.com/

الأربعاء، ٣٠ أبريل ٢٠٠٨

بيان

تونس في 1 ماي 2008

يحي اليوم عمال العالم، و من خلالهم الإنسانية التقدمية ذكرى العيد العالمي للعمال الذي يمثل مناسبة لتجديد العزم على الدفاع على مصالح الأجراء المادية و المعنوية و التي تتعرض اليوم بفعل السياسيات الليبرالية الجديدة إلى التصفية و الانتهاك، و يمثل العمل القار و الحق النقابي أهم محاور الاستهداف، و لا تشذ أوضاع الأجراء في بلادنا عن هذا الوضع العالمي بمن في دلك أجراء القطاع العام و تمثل المظلمة التي تعرضنا إليها عينة من هذا الواقع الأليم.

إننا- الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية- إذ نحيي كل الأجراء بالساعد و الفكر بهذه المناسبة، فإننا نذكر وزارة التربية و التكوين التي أقدمت على طردنا دون مسوغات قانونية رغم تفوق أدائنا البيداغوجي و الصناعي، بأننا متمسكون بحقنا في رفع المظلمة عنا و إننا ماضون في الدفاع عن حقنا في العودة إلى العمل بكل الوسائل المشروعة، كما نتوجه إلى الأطر النقابية في منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و على رأسها المركزية النقابية أن تواصل تبنيها لوضعيتنا باعتبارها حالة اعتداء على الحق النقابي و الحق في العمل القار، و إلى النقابة العامة للتعليم الثانوي كي تواصل النضال و الإسناد من اجل كسب هذه المعركة التي تجند لها قطاعنا المناضل منذ بداية السنة الدراسية .

اننا نهيب بكل قوى المجتمع المدني المناضل كي تواصل شد أزرنا في نضالنا العادل من اجل العيش بعزة و كرامة.

عاشت نضالات الشغالين

عاشت نضالات الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية

- محمد مومني

- على الجلولي

- معز الزغلامي

السبت، ١٢ أبريل ٢٠٠٨

بيــــــــــــــــــــان


تونس في 11 افريل 2008-


يمر اليوم عام كامل على إضراب 11 افريل2007 الذي دعت إليه نقابتا التعليم الثانوي والأساسي دفاعا عن كرامة المربي و حقوقه المستهدفة و على رأسها الحق في الشغل القار و الحق النقابي. لقد شاركنا دون تردد في هذا النضال و التحمنا مع زملائنا في قاعات الأساتذة و في مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل بقبلي و نفطة و العاصمة، شاركنا بحماس دفاعا عن حقنا في ممارسة العمل النقابي رغم وضعنا المهني الهش، فنحن نعلم أن وزارة التربية و التكوين تضغط بكل الوسائل على الأساتذة المعاونين صنف ا من اجل عدم المشاركة في نضالات القطاع و اضراباته بل وحتى الإمضاء على العرائض و الانخراط في المنظمة النقابية، كنا نعلم كل هذا، لكن تشبعنا بقيم المواطنة الحرة و إيماننا غير المشروط بالعمل النقابي الذي تدربنا عليه و مارسناه صلب الاتحاد العام لطلبة تونس فضلا عن قناعتنا بان من يبدأ حياته المهنية بالذل لا يمكن أن يواصل بقية حياته إلا على نفس المنوال، كل هذا شكل لدينا معينا أدبيا و معنويا لن ينضب.

إن التحاقنا بالمهنة لم يكن منّة و لا صفقة و لا عبر الطرق المشبوهة و غير المشروعة، لقد التحقنا بالقطاع عبر نضالنا و ثبّتنا جدارتنا العلمية و المهنية رغم الصعوبات و العوائق و المتربصين، و حال طردنا دون موجب قانوني، لم نتردد في الدفاع عن حقنا في العودة إلى العمل باستماتة، وهو حق غير قابل للتصرف من أية جهة كانت، و شكل إضراب الجوع الذي خضناه من يوم 20 نوفمبر إلى 28 ديسمبر 2007 بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي حلقة متقدمة في هذه الاستماتة، و إن لم نحقق إلى الآن هدفنا، فهذا لا يعنى البتة تخلينا عنه أو تسليمنا بالأمر الواقع.

إن ما قمنا به يوم 28ديسمبر الفارط هو تعليق للإضراب بما يعني إمكانية مواصلته ما لم تستجب وزارة التربية لمطلبنا العادل الذي خضنا من اجله إضراب الجوع ،فضلا عن إمكانية إتباع أشكال نضالية أخرى.

إننا وان فوضنا أمر ملفنا للنقابة العامة للتعليم الثانوي و الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد فذلك لا يعني البتة انسحابنا من متابعة ملفنا، إننا نؤكد بصوت عال أننا على نفس الاستعداد و بنفس العزيمة لاستئناف معركة العودة إلى العمل بعد تأكد الجميع أننا على حق و أن استهدافنا كان لأسباب نقابية، و نحن متأكدون من التفاف زملائنا حول مطلبنا العادل الذي نظموا من اجله عديد النضالات الجريئة ،كما أن إسناد مختلف القطاعات و المركزية النقابية و مختلف قوى المجتمع المدني لنا و لنضالنا،لهو مقوم أساسي من مقومات صمودنا و استماتتنا.

إننا إذ نستحضر ذكرى إضراب 11 افريل فإننا نتوجه بأحر التحايا النضالية لعموم أساتذة تونس و كل الهياكل النقابية المناضلة معاهدين إياهم بمزيد الإصرار حتى استعادة حقنا،كما نستغل هذه المناسبة لتحية أهلنا و ابناء شعبنا المنتفضين من اجل الحق في الشغل بكرامة و عزة في مدن الحوض المنجمي بقفصة،و نحن ننحني أمام إصرارهم و ثباتهم في الدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف

عاشت نضالات الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية

الأساتذة المطرودون عمدا

- محمد مومني

- على الجلولي

- معز الزغلامي

الجمعة، ١٤ مارس ٢٠٠٨

نصف العاطلين من المتعلمين

محسن المزليني
هل أصبح تعليمنا مؤسسة لتخريج العاطلين؟ وأين هي الإجراءات الحقيقية لمعالجة هذا الخلل الفادح، إن وُجدت الرغبة أصلا في معالجته؟ ذلك ما يطرحه العديد من المراقبين بعد أن توالت التقارير المنبهة إلى خطورة التحديات التي تعترض النظام التعليمي التونسي. فعلى غرار تقرير الأمم المتحدة الصادر أواخر السنة المنقضية، نبّه تقرير جديد صدر عن البنك الدولي أوّل شهر فيفري الجاري إلى الحيرة التي يبعث عليها وضع التعليم في تونس، خاصّة بعد الفشل المسجل في تحقيق أهداف عملية تنموية غير متحكّم في مفاصلها. لقد أشار التقرير الصّادر بعنوان "الطريق غير السالك: الإصلاح التعليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إلى الفجوة الكبيرة بين ما ينتجه النظام التعليمي وبين ما تحتاجه البلاد لتحقيق الأهداف التنموية الحالية والمستقبلية.
أرقام محيرة
لا شكّ أنّ الأرقام التي أصدرها التقرير لا تحتاج إلى خطب أو بلاغات دعائية دأب عليها الكثير من المسؤولين كلما تعلّق الأمر بمعطيات تختلف عن المعطيات الرسمية. فقد أشار التقرير إلى أنّ نسبة العاطلين عن العمل ممن لا يقل تعليمهم عن مستوى الثانوي بلغت 42.5 بالمائة، وهي نسبة احتلت بها بلادنا مرتبة ثالثة على المستوى العربي، بعد كل من مصر بـ80 بالمائة والبحرين 59 بالمائة والأردن 43.6 بالمائة. وإذا كان البعض سيجادل بأن ذلك يُعدّ دليلا على انتشار التعليم،إلاّ أنّ ذلك لا يمكن أن يحجب الكثير من التساؤلات حول نوعية التعليم ومدى نجاحه في استيعاب عطالة الخريجين. وهي عطالةأشارت إليها عديد الإحصائيات المحلية، رغم الإختلالات المنهجية في طرق الإحصاء و المقاييس المعتمدة، كما يشير إلى ذلك الخبير الإقتصادي الدولي عزام محجوب. وأضاف أنّ عدد العاطلين من ذوي الشهائد العليا تطوّر حسب المسح الميداني الذي تقوم به وزارة التشغيل من 6.500 شاب سنة 1994 إلى 66.000 سنة 2005، أي أنّ النسبة قد تضاعفت عشر مرات. وبذلك تغيرت نسبتهم من 1.6 بالمائة من مجموع العاطلين إلى 13.6 بالمائة. وهو ما يشير إلى تطور مطرد حسب الدكتورعزام دائما. غير أنّ هذه الأرقام الجملية تصمت عن التفاوت بين الجهات في هذا الخصوص، إذ لا تحصي نسب العاطلين من أصحاب الشهائد العليا والتي تدلّ عديد المؤشرات إلى ارتفاعها في كثير من الجهات المحرومة، مثلها مثل النسبة الكلية للبطالة التي أشارت نتائج التعداد السكاني لسنة 2004 أنّها تجاوزت في بعض المناطق المعدل العام للبطالة، على غرار الحال في قفصة والقصرين (21 بالمائة في قفصة وجندوبة والقصرين وزغوان، في حين بلغت النسبة الوطنية 13.9 بالمائة). وقياسا على ذلك يعتبر محجوب أنّها ستكون على نفس الشاكلة من التفاوت.
أمّا عن الأسباب فيرى أنّ أهمها هيكلي ويتعلّق بعدم التطابق بين الكفاءات المتخرجة من الجامعات والمعروض في سوق الشغل، بعد أن ضمرت قدرة القطاع العام عن استيعابهم جراء تغير سياسات الدولة الإقتصادية، إضافة إلى عجز القطاع الخاص عن القيام بهذا الدور نظرا إلى غلبة المؤسسات الصغرى والعائلية، وهو ما حد من قدرتها على استيعاب الكفاءات العليا، واكتفائها بتكوين عملة مختصين. واعتمادا على تقارير البنك الدولي، أكد عزام على المفارقة بين التطلعات الكبيرة للشباب المتخرّج وتجربته الصغيرة في ميدان العمل. وبناء على ذلك يرى أنّ التركيز لابد أن يتم على قضية التصويب ciblage أي تحديد التخصص الذي تحتاج إليه الظرفية الإقتصادية، إضافة إلى تقييم جدوى وفعالية البرامج لتطوير مشاريع قابلة للصمود والبقاء.
الوجه الآخر للبطالة
لا شك أنّ الأرقام مهمة لدراسة الظواهر، غير أنّ مسألة البطالة تحتاج إلى زاوية أخرى لتأثيث المشهد. فإذا كان التعريف المؤسساتي (معهد الإحصاء) للعاطلين عن العمل يحددهم بأنّهم "أولئك الذين لم يشتغلوا في الأسبوع السابق للإحصاء وهم في حالة بحث عن شغل. وينقسم هؤلاء إلى فئتين: فئة الأشخاص الناشطين الذين لا يشتغلون من 18 إلى 59 سنة وهم العاطلون. وفئة الأشخاص الناشطين الذين لا يشتغلون من15 إلى 17 سنة ومن 60 سنة فما فوق هي فئات أخرى غير ناشطة"
إلا أنّ هذا التعريف الجاف لا يشير إلى البعد الإنساني والإجتماعي لهذه الظاهرة وكيفية تدبير هذه الفئة لعيشها اليومي. إنّه عالم البطالة والإستقالة بكل خيباته وطموحاته، آماله وآلامه. باختصار فإنّ البطالة لم تعد مجرّد تجربة لشكل من الإقصاء، إنما هي كذلك مختبر اجتماعي تتجاذبه نزعات معقدة فيها الكثير من التجريب و"تدبير الراس".
مجدي شاب حاصل على أستاذية في علم الإجتماع، عاطل عن العمل، وإن كان يفضل نعت نفسه بالمعطّل. عطالة مستمرة طيلة خمس عجاف، كما قال، رسّبت في نفسه شعور بالإحباط ليس متأكّدا من قرب الخروج منه، خاصّة وأنّه خريج شعبة لا تعترف بها الدولة في مناظراتها وكأنّها ليست وزارة التعليم من جعلتها اختصاصا يُدرّس. إنّها شعبة فخّ كما يقول فهي منذ إنشائها بإنشاء الجامعة التونسية لم تعترف لها السلطة بالوجود إذ لم توفّر لها قانونا أساسيا يحدد مآل خريجيها. كما أنّه لا يمتلك مفاتيح دخول عالم الشغل لأنّه لا يملك أكتاف سمان أو مالا يفتح الأبواب.
أمّا عن يومياته فتفاصيلها قليلة. يبدأ يومه مع زوال الشمس عن كبد السماء. "الزمن بالساعات لا يعنيني كثيرا" قال مجدي. فالمقهى هو قاهر الزمن، متسائلا عن معنى الأمل وهو يطلب كلّ يوم من الوالدة بعضا من دريهمات تقتطعها من مصروف العائلة لتحافظ على "القدرة الشرائية" لابنها الأستاذ الذي أفنت جزءا كبيرا من جهدها ووقتها من أجل أن يتخرّج، قبل أن يتحوّل نجاحه حسرات عليه. وبمرارة يضيف "لعلنا من البلدان القليلة التي لا يقيم الناجح فيها وزنا لنجاحه، بل قد يكون مثار سخرية من اختار الإنقطاع باكرا، فاكتسب صنعة أو ابتكر طريقة تجلب له رزقا. إذ لم يعد الرزق مرتبطا بالنجاح في الدراسة. وتساءل أبهذا المصير نعطي المثال للتلاميذ الصّغار؟